نتج عن النزوح القروي تزايد سكاني مهم وزاد الطلب على التجهيزات الأساسية ، مما أدى إلى خلخلة التوازن الذي كان سائدا خلال التنظيم التقليدي باستفحال المشاكل ، خاصة مع النمو الفوضويعلى حساب الأراضي الفلاحية, و أشجار الزياتين والرومان ، ثم أيضا على الأراضي المتضرسة غير الصالحة للتعمير. ظهرت خلال هذه الحقبة بالذات النواة الأولى للأحياء الهامشية: باب فتوح، وجزء من حي بوعشوش، وعسفة السرحاني، والعمالة، وأولاد حمدان، والكاسطور، وحي الدشيرة، و خريبكة… , أحياء تجمع بين الهشاشة والعشوائية، وذلك راجع لعدة أسباب يبقى على رأسها سياسة التهميش التي نهجتها فرنسا على المغاربة، حيث كان هدفها استغلال موارد وخيرات البلد على حساب تنمية سوسيو –مجالية محكمة. في التلاثينات من القرن الماضي تمَ تطبيق أول تصميم تهيئة لهذه المدينة ، والذي هو مجموعة من التجهيزات الأساسية للمدينة القديمة ونظم الهوامش المجاورة لها، بالذكر إنشاء تجزئات سكنية بمحيط المدينة القديمة (المدينة الجديدة, وأحياء إدارية….)، وهي محاولة من السلطات الفرنسية لضبط استعمال الأرض الحضري ولتوجيه توسع الذي عرف انطلاقته الحقيقية بعد سنوات الخمسينيات (السنوات التي أقيم فيها تصميم التهيئة لإيكوشار) , بشكل تدريجي ومتباين إلى غاية الوضعية الحالية لمدينة متسعة. وقد كان تصميم التهيئة الذي وضعه ” إيكوشار ” سنة 1950 ثاني تصميم تهيئة ، وأهم وثيقة ساهمت في توسيع المدينة، حيث أخذت في صميمها التوجهات التالية:
- التوسع الطولي للمدينة على طول الطريق الوطنية رقم 8 في اتجاه الشرق والغرب.
- تقسيم المجال الحضري إلى جزأين كبيرين:
- السكن التقليدي ، والاقتصادي ، و الاجتماعي في الشمال الشرقي.
- سكن خاص بالاقامات والعمارات والإدارات في الجنوب الغربي.
- إنشاء بنيات تحتية أساسية : مؤسسات تعليمية ، مراكز صحية..…